الصبر...و.........جزاء الصابرين.
يقول المولي تبارك وتعالي "إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب".. دخل رسول الله صلي الله عليه وسلم. علي جماعة من الأنصار وقال لهم: أمؤمنون أنتم؟ فسكتوا. ثم قال سيدنا عمر الفاروق رضي الله عنه. نعم يارسول الله. فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: وماعلامة إيمانكم؟ قالوا: نشكر الله في الرخاء. ونصبر علي البلاء. ونرضي بالقضاء. فقال صلوات الله عليه. مؤمنون ورب الكعبة.. وكما قال سيدنا عمر بن الخطاب رضوان الله عليه في فضل الصبر كلاماً ما أروع ماقال:- مامن بلاء يصيبني إلا وأجد لله عليَّ أربع نعم. النعمة الأولي إن البلاء لم يصبني في ديني. والنعمة الثانية. إنه لم يقع بأكبر مما وقع. والنعمة الثالثة. ان الله ادخر لي أجر الصبر ألقاه يوم القيامة. والنعمة الرابعة ان الله تعالي صبرني علي البلاء فتحملته. وقد مات ابن الإمام الحسين رضوان الله عليه. والإمام الحسين لم يجزع. ولم تظهر عليه علامات الغضب. فسألوه وقالوا له: يا إمام. لما لم نر علي وجهك علامات الغضب؟!.. فقال:
نحن آل البيت نسأل الله فيعطينا
فإذا أراد مانكره فيما نحب رضينا
ويقول رسولنا الكريم صلوات الله عليه "الصبر مفتاح الفرج"
سلم لربك ماقضي .. واصبر إذا اشتد الحرج
واذكر حديث المصطفي .. الصبر مفتاج الفرج
وكما يقول الله في القرآن الكريم "يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين".
والصبر له أنواع. الصبر علي البلاء. والصبر علي الطاعات. والصبر علي العافية. والصبر علي المعاصي.
والصبر علي البلاء. فهو أجمل أنواع الصبر. وهو الذي لا يشكو إلي أحد. إلا لله تعالي. والصبر علي الطاعات. وهو أن تتحمل مشقة الجهاد في سبيل الله. والصبر علي العافية. وهو أن يكون بشكر المولي سبحانه وتعالي علي نعمة الصحة. ونعمة المال وسائر النعم. فلا تستعمل ما أنعم الله به عليك إلا في مرضات الله.
والصبر علي المعاصي هو وقاية النفس من الوقوع في معصية فتقاوم النفس والهوي والشيطان. وتتجنب مانهي الله عنه من المعاصي والآثام. وأما النصف الثاني للإيمان. فهو الشكر بأن تستخدم نعم الله عليك مثل نعمة البصر والنظر فيما أحل الله. وغض البصر عما حرم الله. وشكر نعمة العقل يكون في التدبر والتفكر في قدرة الله. وشكر نعمة اليدين في استخدامهما فيما أمر الله. وكفهما عما حرم الله. وشكر نعمة الرجلين في السعي إلي العبادات كالصلاة. والصلح بين الناس. وتشييع الجنائز. فإذا استعملت هذه النعم فيما أحل الله كنت شاكراً لله.
فما من عبد كفر بنعمة الله أنعم الله بها عليه. إلا أذاقه أشد العذاب وسلط عليه البلايا والنقم. ومامن عبد اغتر بما أنعم الله عليه. إلا وندم في العاجلة والآجلة أشد الندم. فما للأغنياء من طمع لا يشبعون؟! ومالهم لا يحمدون الله ولا يشكرون؟! وما للفقراء من قلق لا يقنعون؟! ليس عند هؤلاء شكر! ولا صبر!!. ياهذا تستصغر في عينيك ما أنعم الله به عليك؟! فمن الذي أبرزك من العدم إلي الوجود؟! ومن الذي منحك قوة الإدراك وأمد جسمك بالصحة وأعطاك حتي كفاك وأرضاك؟!
فتدبروا أخوة الإسلام واشكروا ربكم علي ما أولاكم من العطايا والمنح السنية وإذا بليت فاصبر. فكم لله في خلقه ألطاف خفية. وإذا ضاق رزقك فقل في كل يوم "لا إله إلا الله الملك الحق المبين" مائة مرة. يوسع الله رزقك واشكروا مولاكم الذي فضل عليك بهذه النعم التي لم تقدروا أن تحصوها وكما قال النبي صلي الله عليه وسلم: الحامدون والشاكرون لله ينصب لهم لواء يوم القيامة. فيدخلون الجنة. واسمه لواء الحامدين. والشاكرين. وكما قال صلوات الله عليه لسيدنا معاذ بن جبل "قل في كل صلاة: اللهم أعني علي ذكرك وشكرك وحسن عبادتك".